Uncategorized
مكة المكرمة… أرض الوقف واستدامة الخير

مكة المكرمة… أرض الوقف واستدامة الخير

منذ فجر الإسلام، حافظت مكة المكرمة على مكانتها في قلب كل مسلم، استجابة لدعوة إبراهيم الخليل، عليه السلام، حين قال: {فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم}. ولمّا جاء الإسلام، أكد سبحانه وتعالى هذه المكانة بقوله: {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام}، فازدادت القلوب تعلقًا بها، وتضاعفت فيها الأجور كما ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.

لقد دأب الصالحون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا على اغتنام فضل العمل الصالح في هذه البقعة المباركة، ومن أعظم ما يُخلّد الأثر ويورِّث البركة جيلاً بعد جيل: الوقف، بما يتضمنه من أربطة ومرافق خدمية تسهم في الاستدامة والتنمية المجتمعية.

ومع مرور الزمن، وتعاقب الأجيال، برزت الحاجة الماسّة إلى تطوير الأوقاف القديمة، وتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تسعى إلى تحويل القطاع الوقفي من العمل الرعوي إلى التنموي، من خلال تنمية الأصول الوقفية وتحديث أساليب إدارتها وتشغيلها.

ومن هذا المنطلق، جاءت فكرة تأسيس جمعية أوقاف خير البقاع، لتكون يدًا حانية وذراعًا تنمويًا فاعلاً في خدمة الأوقاف وساكنيها. فقد أنشأها نخبة من النظار والمهتمين بالشأن الوقفي، مستلهمين من تجاربهم وتحدياتهم آفاقًا جديدة في تطوير العمل الوقفي.

تسعى الجمعية إلى تقديم خدمات تطويرية، تشغيلية، واستشارية، وتولي اهتمامًا خاصًا بالسكان المستفيدين من الأوقاف عبر برامج إغاثية وصحية، ومبادرات تدريبية وتأهيلية وتنموية، تعزز من جودة حياتهم وتسهم في تنمية المجتمع.

واليوم، بحمد الله، تقف الجمعية شامخةً بعطائها، ماضية في تحقيق رسالتها، جاعلةً من الوقف نهرَ خيرٍ لا ينضب، ترفده سواعد المجتمع وأفكار المخلصين، نحو أداء تنموي متميز وعطاء مستدام.